بقلم احمد قطب زايد لا أكتب في مقالتي الا الحقيقة وما شاهدته من أزمة انعدام الضمير الإنساني في هذه الأيام نحن نعيش في زمن غريب وعجيب موازنة مقلوبة ناس بلا ضمير ولا أخلاق وكم نحن في حاجة ماسة إلى إحياء ضمائر هؤلاء الناس وخاصة تلك "الضمائر الغائبة" أو الميتة أو الضعيفة لأن الضمير الحي هو ميزان الحق والباطل، والصواب والخطأ. أجد أمامي كل يوم ظواهر سلبية بعض الناس ماتت ضمائرهم، والبعض نامت ضمائرهم، وآخرون تعفَّنت ضمائرهم، وهناك مَن باع ضميره، ونحن نرى أصنافًا من هؤلاء اليوم، الذين باعوا ضمائرهم حتى وصل المجتمع إلى هذا الحال. رشوة وغش غلاء وكذب ونفاق جشع تجار وتلاعب في الأسعار تحرش جنسي قتل وسرقة شهادة زور وثراء فاحش، فساد في كل مكان. أنها أزمة جيل بأكمله يعيش أغلبه بلا ضمير في ظروف قاسية لكنها ليست شماعة يعلق عليها البعض أخطاءهم فلكل عصر ظروفه ومشكلاته. فماذا جرى لنا ؟أين ذهبت ضمائرنا؟ وكيف اختلت منظومة الضمير التي ترسم للإنسان طريق الفضيلة وتميز له الخير من الشر؟ يشير القرآن الكريم إلى الضمير بتعبير غاية في الإعجاز والدقة... انظر إلى قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16] والوسوسة هي صوت الضمير الحي الذي يناجي القلب والعقل، وكأن هذا الضمير أقرب إلى الإنسان من ذلك العرق الذي يوجد داخل عنق الإنسان. إن الضمير اَلْحَيّ يمثل للمسلم جهازَ استشعار دقيق وحساس، يميز به الصالح من الطالح، والضمير كأنه شمعة في قلب كل إنسان مظلم أن أشعلتها لربما ستتألم قليلاً من حرارتها، لكنها ستنير لك الطريق الصحيح. فيا أصحاب الضمائر الميتة أفيقوا من غفلتكم واعلموا أن عين الله تلاحقكم أينما ذهبتم يقول الشاعر: إِذا ما خَلَوتَ اَلدَّهْر يَوماً فَلا تقول خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ وَلا تَحْسَبْنَ اَللَّه يُغفِلُ ما مَضى وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ يجب أن نوقظ ضمائرنا، ونراقب ربّنا في السّرّ والعلن عزيزي قارئ المقالة الضمير المطمئن خير وسادة للراحة والضمير بلا دين، كالمحكمة بلا قاضي. هنيئاً لأصحاب الضمائر التي تعود بصاحبها إلى الصواب. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.